✅ شفشاون.. احتجاجات تلاميذ جماعة المنصورة تدخل يومها الثاني

تتواصل فصول أزمة النقل المدرسي بجماعة المنصورة التابعة لإقليم شفشاون، بعد أن دخل تلاميذ ثانوية المنصورة التأهيلية في اليوم الثاني على التوالي في وقفات احتجاجية، تنديدا بتردي خدمات النقل المدرسي التي باتت تعرقل مسارهم الدراسي وتثقل كاهل الأسر القروية.

وشهد مركز الجماعة صباح اليوم الثلاثاء 04 نونبر 2025 تصعيدا جديدا، بعد أن قرر العشرات من التلاميذ نقل احتجاجهم نحو مقر الجماعة القروية، في خطوة تهدف إلى إيصال صوتهم مباشرة إلى المسؤولين المحليين، وهو ما أدى إلى شلّ حركة السير مؤقتا على الطريق الرئيسية التي تمر عبر مركز الجماعة.

الاحتجاجات، التي تميزت بروح سلمية، نوعا ما، جاءت نتيجة تراكم مشاكل النقل منذ بداية الموسم الدراسي، إذ يشتكي التلاميذ وأولياء أمورهم من قلة الحافلات والاكتظاظ الشديد داخلها، فضلا عن تأخرها المتكرر في نقل التلاميذ إلى مؤسساتهم التعليمية، ما يؤدي إلى ضياع الحصص الدراسية وتراجع التحصيل.

وفي خضم هذا الغضب المتصاعد، تدخلت السلطات المحلية بشكل سريع لاحتواء الموقف، حيث حل بعين المكان قائد قيادة بني أحمد الشرقية مرفوقا بعناصر من القوات المساعدة، لفتح حوار مباشر مع التلاميذ الغاضبين ومحاولة تهدئة الأوضاع وطمأنتهم على أن الملف سيُدرَس بشكل عاجل.

وقد لقي هذا التدخل تفاعلاًإيجابيا من طرف المحتجين، الذين عبّروا عن احترامهم للمقاربة الحوارية التي انتهجتها السلطات، معتبرين أن الاستماع إلى معاناتهم خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، لكنهم شدّدوا على ضرورة ترجمة الوعود إلى إجراءات ملموسة تضع حدا لمعاناتهم اليومية مع النقل المدرسي.

من جهتهم، أبدى عدد من أولياء الأمور استياءهم مما وصفوه بـ”التقصير الجماعي” في تدبير قطاع النقل القروي، مؤكدين أن معاناة أبنائهم لم تعد تُحتمل، وأن استمرار هذا الوضع يهدد مستقبل المئات من التلاميذ، خصوصا الفتيات اللواتي يجدن صعوبة في الالتحاق بالمؤسسات التعليمية البعيدة.

ومصادر محلية أكدت أن الجماعة القروية تواجه بدورها صعوبات مالية ولوجستيكية تحول دون توسيع أسطول النقل أو صيانة الحافلات الحالية، مشيرة إلى أن المجلس الجماعي بصدد البحث عن حلول جديدة لمعالجة الأزمة في أقرب الآجال.

وفي انتظار حلول عملية ومستدامة، يواصل تلاميذ جماعة المنصورة إيصال صوتهم بطريقتهم، مطالبين بأن يُنظر إلى ملف النقل المدرسي كحق أساسي من حقوق التمدرس في الوسط القروي، وليس امتيازا ظرفيا، مؤكدين أن التعليم لا يمكن أن يستقيم في غياب وسائل نقل تحفظ كرامتهم وتضمن استمرارية تمدرسهم.