في مشهد يعيد إلى الأذهان حفلات الختان الجماعية، اختار محمد الزموري، المنسق الجهوي لحزب الاتحاد الدستوري بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أن يكرّس مقاربة النوع من قاعة أفراح، بتنظيم لقاء نسوي “تمكيني” تحوّل سريعا إلى عرض للابتسامات العريضة وكلمات منمقة تحت الأضواء الكاشفة.
اللقاء، الذي نظمته جمعية التنمية والتغيير بشراكة مع الحزب، جاء كما يبدو لإبلاغ الرأي العام بأن المرأة الطنجاوية أصبحت الآن شريكة في التنمية المحلية… من داخل قاعة مزينة بالبالونات و”صواني” الحلويات.
الفعالية، التي حضرها أيضا عبدالسلام حمدان، المدير الجهوي للحزب، حاولت إقناع الحاضرات بأن التمكين السياسي يبدأ من “الدجاج بالزيتون” ويمر عبر “جلسات حوارية” تزينها مصطلحات من قبيل “المقاربة التشاركية” و”بناء السياسات العمومية الترابية”.
المداخلات كلها شددت على ضرورة إشراك النساء في القرار، دون الإشارة طبعا إلى أن معظم الأحزاب لا تفتح لهن الباب إلا في اللحظات الأخيرة، بعد أن يتم تقطيع الكعكة الانتخابية وتوزيعها على العرّابين الحقيقيين.
وإذا كان الزموري قد اختار قاعة أفراح بدل مقر حزبي أو مؤسسة عمومية، فذلك على الأرجح لأنه يعلم أن السياسة في هذا البلد ليست أكثر من عرس كبير، فيه الخطب، والوعود، والموسيقى، والرقص على أوتار الآمال المؤجلة.
وفي انتظار أن تتحول قاعات الأفراح إلى مراكز تفكير، يبقى تمكين المرأة شعارا يُرفع قبل كل حملة انتخابية، ويُطوى بعدها مع الطاولات والمزهريات.

